أسعار الذهب تستقر وسط تقلبات التجارة وتوقعات بيانات أمريكية

شهدت أسعار الذهب العالمية استقراراً نسبياً اليوم (الأربعاء)، حيث سجل سعر الأونصة 3,356.26 دولاراً، وذلك عقب انخفاض طفيف بلغت نسبته 0.8% في تعاملات يوم الثلاثاء. ويعزى هذا التراجع الطفيف إلى الزيادة الملحوظة في عدد الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة.

أشارت وكالة بلومبرغ إلى أن هذه المعطيات قد عززت بشكل ملحوظ ثقة المستثمرين في متانة وقوة الاقتصاد الأمريكي، الأمر الذي أدى إلى دعم قيمة الدولار وتقليل الإقبال على الذهب كملاذ آمن، خاصة وأنه لا يدر عائداً مباشراً.

على الرغم من ذلك، حقق الذهب مكاسب ملحوظة منذ بداية العام الجاري، حيث ارتفع بنسبة قدرها 28%، وذلك بفضل الطلب المتزايد عليه كملاذ آمن في ظل تصاعد حدة التوترات التجارية على الصعيد العالمي. كما ساهمت مشتريات البنوك المركزية في دعم الأسعار، حيث تواصل تلك البنوك زيادة احتياطياتها من الذهب في ظل المخاوف المتنامية من الاعتماد المفرط على الدولار والتوترات الجيوسياسية المتزايدة.

في تطور آخر، قام الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يوم أمس (الثلاثاء) بتوقيع مرسوم يقضي برفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم من 25% لتصل إلى 50%، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة ومستنكرة.

من جانبها، اتهمت الصين الولايات المتحدة بتقويض الهدنة التجارية الهشة، بينما لوح الاتحاد الأوروبي باتخاذ تدابير انتقامية مماثلة. وقد أدت هذه التطورات إلى تفاقم حالة عدم اليقين والترقب في الأسواق، الأمر الذي عزز الطلب على الذهب كملاذ آمن يلجأ إليه المستثمرون في أوقات الأزمات.

في غضون ذلك، انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري بنسبة طفيفة بلغت 0.1% بعد أن سجل ارتفاعاً بنسبة 0.4% في الجلسة السابقة، في حين سجلت الفضة ارتفاعاً طفيفاً، بينما حافظ البلاتين والبلاديوم على استقرارهما دون تغيير يذكر.

تترقب الأسواق حالياً وبشغف تقرير الوظائف الأمريكي لشهر مايو، والذي من المقرر الإعلان عنه يوم الجمعة المقبل، والذي من المتوقع أن يكون له تأثير كبير على قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية في المستقبل القريب.